الخميس، أكتوبر 22، 2009

دولة الهوية والنور الإلهي



دولة الهوية والنور الإلهي
السيد : يوسف العاملي

 
يصف العارف محي الدين بن العربي ض مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام بقوله ((...وعلى السر الإلهي والرائي للحقايق كما هي النور اللاهوتي والإنسان الجبروتي والأصل الملكوتي والعالم الناسوتي مصداق معلم المطلق والشاهد الغيبي المحقق روح الأرواح وحياة الأشباح هندسة الموجود الطيار في المنشئات الوجود كهف النفوس القدسية غوث الأقطاب الإنسية الحجة القاطعة الربانية محقق الحقايق الإمكانية أزل الأبديات وأبد الأزليات الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية إمام الورى بدر الدجى أبي محمد علي بن موسى الرضا عليه السلام)).
 فما معنى قول العارف أزل الأبديات وأبد الأزليات الكنز الغيبي والكتاب اللاريبي قرآن المجملات الأحدية وفرقان المفصلات الواحدية إمام الورى بدر الدجى؟ 
الأبد هو منتهى الدهر وأبدية الأباد هو منتهى الدهور جميعا ، والأزل هو أصل الدهر وأزلية الأزال هو أصل أصوله ، وبين أزلية الأزال وأبدية الأباد تسبح الهوية الإنسانية الإلهية التي فيها جميع النفوس والأشباح والمخلوقات ، فكل حالاتنا الوجودية والكونية والنفسانية هي مأطرة بين أزلية الأزال وأبدية الأباد ولكي نؤكد هذا نفتح نافذة صغيرة على أفلام الخيال العلمي الغربي التي صورت الانسان في مرائي لا تحد ولا تحصى وسمت كل تلك المرائي خيالا علميا حيث صورت الانسان يطير بلا أجنحة وصورته في جزيرة خضراء يركب ألة الزمن العجيبة والكثير من الأمور التي هي مختزنة في ذاكرتنا الوجودية الإنسانية الممتدة من أزلية الأزال إلى أبدية الأباد فهل خلص هذا الانسان الغربي إلى هوية صادقة وخالصة في كل ما أنتجته أفلامه الخيالية هذه ؟ وفي المقابل نجد الإنسان الشرقي الصيني والهندي والياباني ينزل الإله إلى الأرض ويجسده في حجارة محاولا تذكر أصوله الإلهية فيه.
فإذا كان الإنسان الغربي ضائعا في خيالات الإنسان المادية ، والانسان الشرقي ضائعا في حالات الإنسان الروحانية ، فإن الإنسان المسلم يجمع بينهما في منهاج نوراني هو لا شرقي ولا غربي في هوية إنسانية قائمة على العدل والسلام .
فما هو العدل في منهاج أهل البيت عليهم السلام؟
العدل في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو وضع الشيء في محله، فالإنسان وهو روح ومادة هو كذلك نور وجب على من وصل إلى قمة العرفان ( الحكمة ) أن يتعرف عليه في كل ما خلق الباري من حالات وخيالات وهيئات.
لذا نجد السالكون الغير الولائيون يعبدون أنفسهم من حيث أنهم يعتقدون أنهم يعبدون الله، هذا إذا ما تجاوزنا الحقيقة وقلنا عنهم أنهم سالكون فالسلوك الحقيقي لا يتم إلا بمن يعرفون الحق الحقيق أهل البيت عليهم السلام .
فكيف بمن لا يعرف مولانا علي بن موسى الرضا ((ضامن الهو )) أن يكون في مأمن من الخرافات والوساوس والضلالات المبتدعة في الوجود الخيالي والروحاني للانسان المقهور تحت أسماء الله القهارية؟.
فالإمامة هي قيادة النفس الإنسانية نحو الغيب الإلهي الذي به يكتمل الإنسان في الإبداع الالهي ، فمن لا إمام له لا سلوك له ومن لا سلوك له لا وجود له ومن لا وجود له فهو في العدم الظاهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق